A PHP Error was encountered

Severity: Notice

Message: Undefined index: HTTP_ACCEPT_LANGUAGE

Filename: controllers/web.php

Line Number: 73

Backtrace:

File: D:\EasyPHP-Devserver-17\eds-www\webfaa\unicorn\controllers\web.php
Line: 73
Function: _error_handler

File: D:\EasyPHP-Devserver-17\eds-www\webfaa\index.php
Line: 315
Function: require_once

ناتالي زيمون ديفيس (1928-2023) - مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية — الدار البيضاء
الولوج المباشر
رحلة الكتاب: صناعة إبداعية ممتدة في الزمن
برنامج "كتاب ومؤلف"

ناتالي زيمون ديفيس (1928-2023)


رائدة التاريخ المجهري من منظور عالمي

ناتالي زيمون ديفيس (1928-2023)

 

 

 

 

 

تنظم المؤسسة معرضا لكتابات المؤرخة الأمريكية الكندية ناتالي زيمون ديفيس (2023-1928) تعريفا بدور أعمالها الرائد في التاريخ المجهري، ومن أهمها سيرة "الحسن بن محمد الوزان الفاسي".

 

ناتالي زيمون ديفيس مؤرخة أمريكية كندية، تعد من أهم المشتغلين على التاريخ الحديث المبكر على الصعيد العالمي. أستاذة جامعية مبرزة بعدة جامعات (برنستون، تورنتو، يورك، يال، بيركلي، أوكسفورد...)، رئيسة سابقة للجمعية التاريخية الأمريكية (1987). تخصصتْ زيمون في دراسة التاريخ، وانفتحت على حقول الأنثروبولوجيا والأدب. شرعتْ منذ 1956 في نشر أبحاثها التي اتخذت محورا لها تاريخ فرنسا الاجتماعي والثقافي في القرنين السادس عشر والسابع عشر، ثم اتسع اهتمامها أوروبيا فعالميا. لم تكتب زيمون أبحاثها على طريقة العروض الشاملة عن الحقبة المدروسة، بل اعتمدت مقاربة "التاريخ المصغر" أو "التاريخ المجهري" من خلال عملية "بناء حيوات" الأفراد العاديين، وتأطير اختياراتهم ومساراتهم ومصائرهم ضمن الممارسات الاجتماعية والثقافية للقرنين السادس عشر والسابع عشر، مستعينةً بما تكتشفه من آثار مكتوبة لهم أو عنهم (كتب، سير ذاتية، أرشيف). لم يكن اهتمامها بالحيوات الخاصة مقصودا لذاتها، ولكن أداة تُوظف "للكشف عن نظام اجتماعي بأكمله، وعن شبكة ثقافية"، لذلك سعت دائماً إلى الاشتغال على حيواتٍ تتيح لها هذه المساءلة المنهجية الواسعة، مستلهمةً كتابة المؤرخ الإيطالي كارلو غيسنبورغ عن طحّان القرن السادس عشر وعالمه.

اختبرت زيمون مقاربة التاريخ المصغر في أطروحتها عن عمال المطابع البروتستانت، وأثر اختياراتهم الدينية على منشوراتهم، ومصائرهم الشخصية وأوضاعهم الاقتصادية وهمومهم السياسية.  ثم اشتغلتْ على بناء سِيَر ثلاث نساء من الهامش الاجتماعي الأوروبي في القرن السابع عشر من خلال نصوص ذاتية ليهودية ألمانية وكاثوليكية فرنسية وبروتستانتية ألمانية. كما تتبعت سيرة مغمور فرنسي من القرن السادس عشر يدعى مارتان غير (Martin Guerre)، استنادا إلى وثائق قضائية، فشاركت بكتابة سيناريو فيلم سينمائي عنه قبل أن تصدر كتابها المرجعي "عودة مارتان غير" (النسخة الفرنسية 1982، النسخة الإنجليزية المزيدة 1983). ثم وسعت مجال اختبار هذه المقاربة بكتابها عن الحسن بن محمد الوزان الغرناطي الفاسي (ليون الإفريقي)، الذي اكتشفته أثناء إعداد أطروحتها، حين وجدت طابعا بروتستانتيا من مدينة ليون قد ترجم إلى الفرنسية كتابَ الوزان "وصف إفريقيا"، وطبعه سنة 1556. وقد بدا لها الوزان "النموذج المثالي لدراسة التقاطعات الثقافية بين شمال إفريقيا وإيطاليا، بين الإسلام والمسيحية"، إلا أنها كانت معنية بصورة الحسن الوزان المضمرة في مخطوطات مؤلفاته المكتوبة بلغته الإيطالية المراوغة، أكثر من اهتمامها بصورة الوزان التي تحملها "نصوص كتابه المطبوعة" في أوروبا فيما بعد، لأنها تشير إلى "نوع الرجل الذي فضل الأوروبيون أن يكون عليه".

ساهم انفتاح زيمون على حقول الأنثربولوجيا والأدب في تطعيم رؤيتها التاريخية بحساسية ثقافية، فكانت ترى التاريخ كرواية تسرد مسارات الأفراد في سياقات متناقضة وجدلية (الذات والجماعة، الهيمنة والمقاومة)، ومع أنها تلتزم بقواعد مهنة المؤرخ، إلا أنها تدافع عن حقه في التأويل والكتابة وِفْقَ "أسلوب شخصي" يخاطب المتخصصين وعموم القراء على حد سواء.

لتحميل الببليوغرافيا كاملة أنقر هنا