التاريخ العثماني وتحولات الهوية التركية

واجهت الدولة العثمانية خلال القرن التاسع عشر تحديات كبيرة نتيجة الحركة الإصلاحية والتحديثية، وانتشار التعليم، وازدياد النزعة القومية بين شعوب الإمبراطورية. الأمر الذي انعكس على تطور الكتابة التاريخية التركية حول الماضي العثماني. فظهرت توجهات أيديولوجية وسياسية داخل هذه الكتابة (رومانسية، أو اجتثاثية في حق الدولة العثمانية، إلخ)، بحيث صارت تمثلات الهوية تبتعد عن الإطار العثماني الإسلامي لتتجه نحو التصور الوطني "التركي". وقد كان لهذا التحول انعكاس مباشر أو غير مباشر على وظيفة التاريخ ومؤسساته.

يخصص هذا اللقاء لقراءة ومناقشة كتاب الأستاذ عبد الرحيم بنحادة "إستوغرافيات تركية في كتابة الأتراك لتاريخ الدولة العثمانية، 1860-1973" الذي يسلط الضوء على كيفية فهم الأتراك لماضيهم العثماني، وعلى كيفية تطور مفهوم الهوية التركية عبر المراحل التاريخية المختلفة انطلاقًا من متغيرات ثقافية وسياسية، وعبر قراءة دقيقة للتيارات والكتابات التأريخية التي طبعتها منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر إلى عام 1973.