رحيل محمد سبيلا (1942-2021)

رحل عن عالمنا المفكر الفيلسوف محمد سبيلا عن سن تناهز التاسعة والسبعين. ولد الراحل بمدينة الدار البيضاء في أسرة مركبة الأصول (أمازيغية-عربية)، عرفت بانخراطها في النضال الوطني لاستقلال المغرب. درس في التعليم الفرنسي مدة قبل أن يلحقه والده بالتعليم الوطني الحر المعرب. أكمل تعليمه الابتدائي والثانوي بالدار البيضاء قبل أن يلتحق بجامعة محمد الخامس بالرباط لدراسة الفلسفة. فنال الإجازة سنة 1967، ثم دبلوم الدراسات العليا سنة 1974، فدكتوراه الدولة سنة 1992. اشتغل سبيلا بتدريس الفلسفة منذ 1967 بالتعليم الثانوي بمدينة سلا، ثم بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس بين سنوات 1967-1980، ثم بجامعة محمد الخامس بالرباط منذ 1981. أسندت إليه رئاسة "شعبة الفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع "بفاس خلال الفترة 1972-1980، ثم رئاسة "الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة"، بين 1994-2006. كما شارك في إدارة مجلات: المشروع، مدارات فلسفية.
جمع سبيلا بين الثقافة السياسية الوطنية والتكوين الفلسفي المنفتح على الماركسية النقدية واللسانيات البنيوية والتحليل النفسي والانثربولوجيا، ولم يكن يتردد في إبداء إعجاب خاص بالفكر الجرماني. وهذا ما انعكس على كتاباته التي انتظمت حول الأيديولوجيا ونقدها في مرحلة السبيعنات (بتأثير من أفكار ماركس وفرويد وماركيوز وإريك فروم)، ثم توسعت لتشمل تجربة الحداثة وخطاباتها ونقدها في مرحلة ثانية (اهتمامه الخاص بكتابات آلان تورين، داريوش شايغان).
زاوج سبيلا في أعماله بين الكتابة الأكاديمية والتأليف البيداغوجي والترجمة وهو ما يجعل من سيرته الثقافية سيرة مثقف أكاديمي منفتح في آن واحد على هموم المجتمع وأجوبة العلوم الاجتماعية في مغرب ما بعد الاستقلال.