الحمد لله لما تنازع محمد بن المبارك الحاحي الدحوي أصلا القاطن بمزارع بني عمار وأحمد بن الطيب المصمودي الزرهوني العمارتي التراري فادعى الاول أنه مع الثاني بانعادم يحرس له غنمه ويطلب بها الخصب باجرة معلومة دارهم ومؤنة وكسوته صبيحة العيد فالأجرة قدرها خمسة عشر مثقالا والمؤنة ثلاثين مدا مناصفة بين قمح ودرة بيضاء والضمة والكسوة المتوسطة ودعى له منه منها تسعة أشهر وأراد الخروج عنه وطلب منه وكان قبض شيئا من المؤنة والكسوة وطلب منه أن تجاسب معه فيها سلف من المدة ويمكنه من باقي ما وجب له فيها ومن مكحلته النزلة عنده على وجه الامانة ويسامحه في باقي العام بلا تراع وادعى الثاني بالاقرار في ذلك كله وامتنع من محاسبته وتمكينه مما ذكر وتدافعا بمن له الأحكام المخزنية بفاس القرويين وهو الفقيه النزيه القابض السيد إدريس السراج أصلح الله حاله فاقتضى نظرة أن ارسل معهما عونه سي محمد بن سعيد للمدشر المذكور ليتفاصلا في ذلك ويردهما له محضر من ندبهما للصلح الذي سماه الله خيرا فانتدبوا إليه عداه يدفع حد المذكور للحارس المذكور اثنين وتسعين وقية زيادة على ما كان دفع له ويمكنه من مكحلته التي ادعى بها عنده ويسقط نزاعه في باقي العام ويسقط عنه جميع الدعاوي كلها فيما تلف له من ثمة في المدة المذكورة وغير ذلك لما يسقط عنه الاخر على دعوة وتبعه له قبله حضر عدا المذكور وقبل الصلح المذكور والتزم اداء الاثنين والتسعين وقية والمكحلة المقر بها عنده حلوة للحارس المذكور وابراه من جميع المطالب كلها والتباعات بأسرها لما حضر محمد المذكور ووافق على ذلك وقبله وجاز منه المكحلة المذكورة عيانا وابراه هو كذلك بالابراء التام المطلق الذي لا يعقبه نزاع ولا خصام عدى الاثنين التسعين وقية لم يشهدها ابراء غلا بموجب شرعي معترفين أنهم لم تبق لأحدهما دعوة على الاخر ولا علقة بيمن طال الزمن أم قصر ما قدره شهد به عليهما باتمه وعرفهما في خامس حجة الحرام عام ثمانين ومايتن وألف بسطرة الرابع تدليلا تشطيب صح به عبد ربه تعلى (بتر) |