وبعد فليكن في كريم علمك رعاك الله أنه لما تفضل الله علينا أول السنة بالغيث النافع والحمد لله وحرثنا ما كان خدم من بلادك السعيدة التي بالعزفة من خولان وجدنا قربها بلادات ثلاث في غاية الجودة والحسن ولا نظير لها في تلك البلادات المجاورة لها احدهما تعرف بجنان التونسي وواحدة بهم بسيدي حرزهم وواحدة ببلاد الزرنيح والثلاثة لبني فلان يبيعونها صفقة مباشرينا ما منهم لجناب السعيد حيث كانت من الحسن في غاية والرخص في نيابة ثمن قدره لجميع الثلاثة سبع مائة مثقال ودفعنا لهم جل الثمن واغتنمنا حرثها لسيادتك فزرعنا إذ ذاك بجنان التونسي تسعة وثمانين مدا ونصف مد وفيهم بسيدي حرزهم عشرة أمداد ونصف مد وببلاد الزرنيح أربعة عشر مدا ونصف نظر الله لها ولغيرها بعين القبول وأودع فيها خيرات كثيرة وبركة عظيمة لم نرعاه قبل الحل الله على أحسن حال ومتع به مجادتك غيره إن واحدا من أرباب البلادات المذكورة إلى الان لم يمض بيع الصفقة المذكور وأغراه على ذلك بعض الموسوسين الذي لا مل له فيها وحاول ان يضمها ويبيعها للغير لأنه ظهر من زاد على ذلك الثمن نحو النصف ولم تطب نفسنا بالتخلي عنها لنفاستها سيما وقد ترك الوادي اليوم ببلاد الزرنيح مضعة كبيرة ولولا ذلك الموسوس لا مضى بيعها قبل وها نحن جادين في امرها حتى ينجز بيعها ويمضي بحول الله طالبين من سيادتك أعزك الله تنفيذ الثمن المذكور وإصدار أمرك الشريف لخيلفة العامل شد عضدنا فيما له تعلق بأمورك السعيدة وفي كف هذا المتعرض أن احتجنا لذلك وبه تعين الإعلام وعلى شريف الخدمة والسلام |