محمد المدني بنيس

الحمد لله وحده               وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وءاله

محبنا ومحل والدنا الفقيه الأجل الرءيس الخير الأنبل يتيمة التاج سيدي إدريس السراج رعاك الله وسلام عليك ورحمة الله بوجود مولانا أيده الله وبعد فإنا لما نهضنا من فاس وخيمنا بوادي مكس واستقبلونا هناك الشيخين علي بن سعيد وحم بلعيد واعيان قبيلتهما  وأديا المئونة المفرطة ورماتا للعسة وبتنا ليلتنا في أرغد عيش وطيب نفس والحمد لله ومن الغد ركبنا قاصدون بنا محلهم فبالغوا في الإكرام وطيب الإنعام وما قصروا في جانبنا كثر الله خيرهم وشكر صنيعهم وبارك لنا في وجودك ودوام عزك ءامين ثم قد استقبلونا أعيان الزاوية وشرفائها وبالغوا في إكرامنا ومن الغد شرعنا في عمل القبة المنورة وعند الانتهاء منه اجتمع الجم الغفير من الأشراف ووجوه الخير ورفعوا أيد الضراعة إلى الله سبحانه بالدعاء لمولانا المنصور شمس (بتر) والبدور بدوام عزه وتأييده ونصره ولكم الحظ الأوفر والحمد لله من (بتر) كما أن الخليفة قام بالأمر الواجب وتحزمت الرمات للعب (بتر) الذبائح على الضريح الشريف وكان يوم عيد وسرور فالحمد لله (بتر) نعمه ويكافي مزيده هذا وأن الشرفاء أهل المساجين ذبحوا (بتر) العار واجتمعنا بدار أحدهم ووجهنا الحاج أحمد علي العربي (بتر) وكلمناه في ذلك بمحضر الأعيان والنقيب وأكثرنا من الرغبة إليه والتشفع فيهم الله فأجاب أن مالي ضاع بالقبة ولم يكن عندي أحد منهم ولا من غيرهم متهم بشيء ولما أحضر الشهود أبى وامتنع بالكلية قائلا أن التهمة في أهل الزاوية كلهم وافترقنا من غير حصول فائدة وكبر علينا  العالي ووجه الأشراف والأعيان فعليه المؤمل منك أن تشفع فيهم لمولانا المؤيد بالله فقد بالغت العقوبة فيهم حدها والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه هذا وإن ابن عمنا الحاج الكبير صار لعفو الله وسعة رحمته وبذمته للجانب العالي بالله شيئا قريبا نحب أن تكلف الأمناء على مطالبة أهله حتى نرجع بحول الله ويؤدي عنه ما بذمته إذ الآن ما ترك إلا ولدا صغيرا لا يعرف شيئا وقد استأذنك خيرا لكن لا مرد لقضائه مسلما على سيادتك محبكم كافة باعة واطلبه وغدا ننهض إن شاء الله وعلى محبتكم طالبين صالح أدعيتكم وعلى الفقيه سيدي عبد الواحد أزكى السلام في 15 جمدى الأولى عام 1279

محمد المدني بنيس لطف الله به