الحمد لله لما سألني على البديهة من له مربو ولاعة بكلام أهل الذوق من العشاق الغابرين في الثرى تحت الأطباق وأما عشاقنا اليوم فمعدودون من الفساق لغلبة الشهوة وسقم الأذواق كقول كثير رمتني على عمد إلخ الأبيات الثلاثة يطلب حلها فأجبته بما نصه وإن كنت قصير الباع عديم الاطلاع رسائل خلت التحسين ومحرق الكراع قوله رمتني على عمد أي تعمدتني بالرمي حيث (بتر) حتى فاجأتني بنظرها وقوله تولى شباب ثم أضحى شبابي أي انعطف عنفوان شبابي وتولى كمؤخر النهار حيث برزت للعيان وتبدا شبابها وأضحى كضحى النهار وقوله بعينين نجلاوين إلخ تراءالة الرمى وإنها العينان لأن رميهما أشد من رمى السهام إذ أثر المعنى أقوى من أثر الكبير في الطبع الكريم والذوق السليم وقوله ولكنها ترمي إلخ هذا رفع به ما يتوهم من أنها لما رمته بنبال عينيها أنها عن هواها وصعب ونفر منها فقال بل ولكنها ترمي نفيسا عبر عن نفسه بالنفاسة التي هي الثبات في مقام الهول والجزع إذ بها يمتاز الصبي من غيره ثم وقوله مريضا في سمعها من قولهم جمل ريض كسيد إذا راضى بعد الصعوبة وقوله لعزة منها إلخ هذا اعتراف للحبيب الأول بالفضل وأن زينة التي فتنته ورمته وإن بلغت ما بلغت فلم تفق الحبيب الأول الذي هو عزة لا في الحسن الذاتي الذي هو الصبر ولا في الحسن العرضي المستعار الذي هو الرواء والتزين باللباس على حد قول الشيخ شمس الدين لحانات المستعار بها النور وأيقنت أن بالغرام أذوب علقت بأخرى غيرها متلاهيا ليطفى خروج في الحشر ولهيت فكان ميامي وكقول الآخر أيضا تلاهيت عنها في الغرام بغيرها وقلت لقلبي هذه هي زينب |