حمودة الجزيري

الحمد لله وحده                   وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حبنا الأعز الأرضى الخير المرتضى الأمجد الأنجد الأرشد الباشة الأسعد سيدي محمد بن الطالب أبقاك الله محفوظا وبعين رعايته ملحوظا وسلام عليك ورحمة الله عن خير مولانا نصره الله وبعد فموجبه تجديد العهد بك والسؤال عنك وعن كريم أحوالك أبقاك الله في عز سام وفضل من الله مستدام هذا وأما المعروض جمعكم الزكي خير إن شاء الله إننا رابطين على عدو الله الكافر في واد بوصفيحة من أحواز تطوان نطلب الله الإعانة والنصر والتمكين من رقاب أعداء الله الكافرين دمرهم الله وكان بلغك ما حل بتطوان وبالجزع والفزع التي حل بالمسلمين وبخروج أهلها منها حفاتا عراتا هائمين في الأودية والجبال فياحسرة عليها من مدينة بعد نور العلوم والحديث والقرآن صارت بيد أهل الكفر والضلال والطغيان نطلب الله يقوي عزيمة الإسلام ويجمع كلمتهم ويعينهم على نزعها من يدعون الدين بخدمة سيد الأولين والأخرين وكان من جملة من خرج هائما أهلنا وأولادنا وحصلت لهم روعة عظيمة فوجهناهم لطنجة حتى سكن روعهم ثم ظهر لنا ذهابهم لفاس أولى فوجهناهم لحظرتك (بتر) والمرغوب من سيادتك تعين لهم دارا يسكنوها لأننا مهاجرين من بلدنا أولا ثم من تطوان ثانيا واليوم في عارك وحرمك لا تخيب ظننا ولا تقطع نصيبنا منك لأن العقل مشطون شطنتين الأولى شطنة الخدمة ومصلحة الإسلام والثانية شطنة الأهل والبنين ولا حول ولا قوة إلا بالله إنا لله وإنا إليه راجعون صبر جميل وبالله المستعان لنا عليكم الدعاء في أوقاتها وأماكنها وعلى الله القبول وسلم منا على كل من يسأل علينا ودمتم في أمان الله وحفظه والسلام 12 شعبان عام 1276

                                                                      حمودة الجزيري لطف الله به