الحمد لله    السيد الطيب المقري أصلحك الله                                 السبت 19 ربيع 1  1330

فقد قدمنا لك من باريز ما يتعلق بالسفارة التي توجهت منه تحت رئاسة الباشدور بقصد الملاقات بالجلالة الكريمة ادام الله عزها فيما يرجع للمصادقة على الحماية مع تحرير الشروط التي يلزم أن تكون المصارفة المخزنية معهم بمقتضاها وكذلك تحرير ميزانية الصوائر المخزنية ورواتب الموظفين 

ثم في الأيام الاخيرة اطلعنا على موضوع واحد مما اشتمل عليه الضابط المصحوب بالسفارة وهو أن الجناب العالي بالله يعين أربعة خلائف عن جلالته الكريمة في الايالة الشريفة ويخصص كل واحد بقسم منه وتكون مصارفة المخزن الشريف معه وهو مع العمال التي تحت نظره فروجت الكلام معهم في ذلك بان تسمية الخائف مغاير للعوائد المخزنية ولابد من له يمكن الاستغناء عنهم بعامل عاقل كبير يسمى الباشا وبيقبت العمال الذين في قسمته يكونون تحت نظره حيث أن الخليفة السلطاني جرت العادة ان لا يسمى في العاصمة التي يغادرها الركاب الشريف وبعد أن ما لوا إلي هذه الفكرة وقت المذاكرة بلغنا أنهم رجعوا عقده وأبقوا الامر كما كان 

ثم اشرنا لك أيضا من باريز بان موجب تأخير نابه إلى الان هو عدم الحصول على المساعدة قبل سفر سفارتهم منه وبقي ان نعرفها بأن السفارة تعارضت فيها أراد الاحزاب فالجدير أن سفرها من الان متؤكد لتسهيل عليهم معاشرة المسألة الاصبنيولية والبعض يرى أن تأخيرها لازم إلى أن تصفوا المسألة المشار لها يتضح الامر ويظهر لهم إذاك ما يرى تكفونه من السياسات 

ثم أن المسألة في حده أتى متسعة جدا سيما بتعضيد الانجليز للاصبنيول تعضيدا نافعا والذي يظهر أن الوفق وان حصل بينهما فلا نتحسم مواد المشاكل والارتباكات على ممر الأيام 

أما أحوال طنجة فهي على ما نعهدها من غير أني تغيير والسفراء يباشرون مصالح دولهم ولا مبالات بما جرى وكان الامر لم يكن 

أما باب الحماية الأجنبية فلازالت مفتحة للسارد والوارد ان الباشدور تذاكر معنا في موضوع السفر لفاس وصرح لنا بانه مستعجل ويجب تقدمه لشريف الأعتاب فأجب عن ذالك لما يطول شرحه إلى أن ذكر ناله بأن من المصلحة المتؤكدة وصولنا قبله لشريف الأعتاب ولو بيوم أو يومين لنهي ما يناسبه من مأرب القدوم ما هو من هذا القبيل وبعد مشقة ادعى لذالك على أن سفرنا معا من طنجة لا يتفاوت إلا بيوم واحد فقد وقد أخبرنا بأنه قبله او السبت بعده وعلى كل حال بوصولنا لشريف الاعتاب لا يكون الا قفلو إن شاء الله لتطلع شريف علم مولانا الأسمى ادام الله علاه وعليكم ازكى السلام 

ومنه فقد تبين لنا من عده مذكرات أن اهل هذه النواحي الطنجية بمليون إلى الاصبنيول وذلك حيث تحققوا أنه بالانجليز أما نفس طنجة فستكون أشبه بمحل ولاكن السلطة القوية التي ستكون بها هي سلطة الانجليز وعلى كل حال فالصعوبات جمة وستلاقي الدولة الفرنسوية اكثر من ذلك في المستقبل حسبما يظهر من قرار الاحوال 

الباشدور أخبرنا ان بعض الامور متعلقات أيضا بط المصحوب به لازال تحت المباشرة بباريز وانه طلب من رئيس الوزارة تلغرافيا بان يجعل له بها فاجابه بانه سيعرضها على مجلس الوزراء ثم يسرسله إليه 

الباشدور جل أوقاته من يوم وصوله لهنا معمورة بالمذاكرة مع الاعضاء الواردين رفقته والذي يظهر ان سبب المماطلة هو مسألة الاصبنيول المسطر وايت نائب أشغال السفارة أن الانجليزية امسه زارنا سيما بمناسبة تغيب السفير بالوزير ومن جملة ما تذاكر معنا فيه مسالة الضابط المصحوب فالباشدور فقال أن المباشرة تمت بينكم الان في موضوع بباريز وستتوجهون به للاعتاب الشريفة فأجبتهم بأن الضابط لم يباشر وستتوجهون له للاعتاب الشريفة فأجبتهم بان الضابط لم يباشر الا فيما بينهم من غير أن يكون للمخزن الشريف دخل فيه وإلى الان ما عرفنا مضمنه وعلى كل حال فالباشدور هو المكلف بابلاغه للعلم الشريف ولما يعرضه على الجلالة الكريمة أدام عزها يظهر لمولانا المعتز بالله ما يكون عليه العمل فيه 

تبين لنا أنه مسرور حيث لم يحض معهم المخزن الشريف في مباشرة الضابط المشار له حسبما دلت عليه تصريحاته