أحمد الشرايبي

حضرة الرئيس الجليل 

سلام على سيدي ورحمة الله وبعد فقد حاث لي عشية يوم الخميس الفارط أمر رأيت من الواجب ان أطلع حضركم على جليته وذلك ان المدعو التدلاوي جاء لمكتبي على الساعة السادسة إلا عشر دقائق فعملت شهادة تعريف واتفقت معه أن يرجع إليها يوم السبت وفي السادسة وربع خرجت من المكتب قاصدا طيبا كان لي معه موعد وبينهما أني في وسط المحكمة فأجبته بأن ذالك لا يمكنني لأن الطبيب لا يقبلني أن انا تأخرت عن الموعد وما شعرت راه والخليفة سيدي حفقطي يناديني فتقدمت نحوه مخاطبين بلهجة جافة أمام صاحب الشهادة قائلا أعط لهذا شهادته فغاضبني هذا الخطاب على هذه الكيفية لاكنني أسررتها في نفسي ورأيت من الأنسب أن لا أطيل معه الجدال وذهبت إلى حال سبيلي وكان من الممكن للخليفة أن يخاطبني برفق وأن لا يهينين بمحضر ذلك الأجنبي

والأمر الذي أود أن اطلع سيدي عليه هو أن بعض الأفراد يقصدون مهانتي والتطاول علي لعلمهم أنني مبعد عن مجلسكم ولا ناصر لي ولو كنت من المقربين لرأيتهم يطلبون مودتي ويرغبون في عشريتي 

والشيء الذي يقيض هؤلاء هو أني أحتمي بحماكم ولا ارضى أن يكون لي رئيسا غيركم لأني كاتبكم الرسمي وإن كتب مع الأسف لا اكتب لكم شيئا منذ بضعة أشهر اعفوا سيدي أعرف انكم تحبون النكتة 

قلت لسيدي إنني لازلت اعتبر نفسي كاتبكم ولا خي لا أحد أن يتدخل في شغلي إلا حضرتكم نعم إنكم أسندتم أمر شهادات التعريف للخليفة السيد المدني القباج وحده وغنني امتثالا لأمركم أقبل جميع ملاحظاته وإن كانت مخالفة للقوانين الادارية والنحوية 

وهناك امر آخر لا شك انكم على بينة منه وهو ان بعض الناس يقدمون بحركة ضدى ويتقولون الأقاويل رجاء أن اقدم استعفائي مبجلون محلى واكبر ظني فيكم انكم ستحبطون مساعيهم وتدفعون عني مكائدهم وقد سألتني إدارة الشريفان بواسطة م مشيل هل في بيتي أن اقدم استعفائي كما أخبرها بذالك بعض الناس فأجبتها سلبيا وفي نيتي ان لا استقيل إلا بايعاز منكم وأنا عند امر سيدي ابقاه الله مصدر للعدل والانصاف ومنها لا ينهل منه كل مريد للاسعاف والسلام على سيدي رحمة الله في 27 غشت 1943

                    الابن المطيع أحمد الشرايبي