الولوج المباشر
رحلة الكتاب: صناعة إبداعية ممتدة في الزمن
اسم المرسل | |
اسم المرسل إليه | |
خطبة | صنف الوثيقة |
15/04/1910 | التاريخ الهجري |
04/04/1928 | التاريخ الميلادي |
المقيم العام ستيك | الأعلام البشرية |
المقيم العام ستيك | واصفات تاريخية |
التهاني الأطباء | واصفات |
الحمد لله خطبة ألقيت بأطيل أكسلسيور يوم الأربعاء 4 أفريل سنة 1928 بمناسبة وفد الأطباء النادمين لزيارة المغرب على الساعة 6 مساء ساداتي الفضلاء أتشرف بموفقتي هذا لأغتنم فرصة هذا الجمع المبارك وأبدي بعض ما يجب من الشكر والتنويه نيابة عن سكان هذا البلد السعيد بجماعة أطباء الايالة الشريفة عموما وأطباء مدينة الدار البيضاء خصوصا فلقد رأينا من اجتهادهم وكرم نفوسهم ما يسجل لهم في تاريخ المغرب سطرا من ذهب فكم لهم من أيادي على هذا القطر السعيد مما اعترف لهم بذلم كل طبقات السكان وكم تكبدوا من المشاق وتحمل أتعاب خطيرة في سبيل سعادة البشر ولولا الاخاء الانساني والشفقة التي خص الله بها هذا الجنس الذي كرمه الله لكان تحمله عزيزا على النفس ولا يسعنا في هذه العجالة السوية بشرف مهنتكم فأهميتها واضحة وضوح الشمس وقد التفت سائر الشرائع السموية بوجه خاص لهذا العلم الشريف حتى وردت معجزات بعض الرسل الكرام من نوع بهذا الفن ومن تتبع الشريعة الاسلامية يرى العجب فيها من الالمام لهذا العلم وقد اعتنى المشرع الأعظم صلوات الله عليه بوجه خاص لهذا العلم المبارك ولذلك فإن السلف الصالح اقتفى ذلك الأثر حتى قيل إن البلاد الذي لا يوجد فيها القاضي والطبيب لا تسكن فانتظروا أيها الفضلاء كيف اهتمامهم بالطبيب فقد سووه بالقاضي الذي لا تخفى حنيته في الوسط الاسلامي فهذا طيب الروح وذاك طيب الجسم واشم أيها السادات الوافدون نقدم لكم كامل الشكر على تفضلكم بهذه الزيارة فلقد جاست خلال هذه الديار وفود كثيرة وما وفد أكرم وافؤه من وفدكم ولا أسمى قصدا من قصدكم الميمون فأنتم رسل الانسانية ولا شك أن كل الأتعاب التي لا قيتم في سفركم وشط المزار تتحملونها بغاية النشاط لما تعلمون أنكم قدمتم على شعب يعترف لكم بالفضل ويقدم خدماتكم الجليلة نحو بني الانسان حق قدرها ولا عجب فما هم إلا من فرع تلك الامة التي أخرجت للعالم نوابغ في الطب كالرازي وابن سينا وابن رشد وأبي بكر بن زهر وغيرهم مما بقى الهمم زهرة في روضة الطب وليس سرورنا في هذا الجمع بالتصرف بأناس فضلاء وتشريفنا بزيارتهم فقط بل يزداد سرورنا لما لنا من اليقين بالنتائج الحسنة التي تنتج من جعلكم وتبادل الاراء مما يعود بالنفع الجزيل والصالح العام على عموم البشر وتحقيق وطأة الامراض مما لكم به حسن المثوبة ولابد أن نتيجة الجماعة تسفر عن اشياء مهمة إذ يد الله مع الجماعة واستمح جنابكم بقبول اعظم احترامنا لوفدكم السعيد ونزيد هذه الكلمات بالدعاء بجلالة سلطان البلاد الذي جعل الله طالعه سعيد على هذه الاسالة الشريفة فكل يوم تزداد البلاد فخرا بالمشاريع النافعة ويأبى الله ان يدخر كل مكرمة لعصره السعيد نرجوا الله ان يسعده ويسعد جلالته حتى ترى البلاد في شريف زمنه ما تغبط عليه بمسعادة الدولة الفخيمة الحامية واعانة ممثلها صاحب الفخامة الوزير المقتدر المسيو سطيك وجزاؤنا له عظيم ولك المحسنين من رجال الدولتين. |
المحتوى |
رقم الملف | رقم العلبة | رقم الوثيقة |
2 | 1 | 16065 |