الحمد لله وحده                              سعادة المراقب الاكبر سيدنا 

أتشرف برفع تهنئتنا الخالصة أصالة عن نفسي وبالنيابة عن هؤلاء السادات الاماثل الذين يمثلون أمامكم سكان هذه البلدة السعيدة التي لنا غاية الشرف لأن يكون على أعلا منصب بها رحل مثل سعادتكم علم بالنزاهة والاستقامة وذلك بمناسبة حلول هذه السنة المباركة التي كل الأمال معقودة على حس طالعها ونرجوا الله أن تكون طالعة خير على الجميع وأن يتيمتع بها البشر بالسلام العام وخصوصا الدولة الحافية الرافعة راية الحرية والاخاء الانساني وتثمر فيها الغروس التي غرستها الدولة الفرنسوية الفخيمة في بحر السنة الراحلة، اصلاح ذات البين بين الشعوب فقد بكافة العالم خدمات جليلة يقررها المنصف حق قدرها

وإن أملنا جميعا أن يسعد الشعب الفرنسي ويرتفع في تجبوحة الهناء والرقي ولاشك أن بقادته يعسد هذا التنويه بالاعمال الخالدة التي قامت بها الدولة الجمهوية الفخيمة بهذه الأيالت الشريفة فمن رأى بالامس الخمول الذي كان وقع ثقيلا على المغرب والاغلال التي كان يرسف فيها من داء الجهل ونظرة اليوم بعين الاستبصار وما يتجدد به كل يوم بسرعة من صعوده في معارج الرقي ماديا وأدبيا لعم أن العبقرية الفرنسوية تجلت فيه لمعانها 

ولا عجب في ذلك أذ أن الشعب الفرنسي شعب عرف بالنشاط والكياسة والاتلاف وبهذه المزايا دكت أمامه جميع العقيات 

فلد كانت الأمم الماضية تبنى مجدها على الفتح بالسيف والسدد وبناء المعقل والسجون وتدوس جفون البشر باقرارها

فرات فرنسا أن نفسا الكبيرة تابى عليها أن تبنى سعادته انقاض شقاوة غيرها من اجمل ذلك رأينها إن شاركتم في المبنى فقد خالفتهم في المعنى 

فماذا فتحت فتحت الارضى بالمحراث فكانت النتيجة إن ولت جيوش الفقير فنهزمت وألفت بزور المحبة والوداع في قلوب الناس فنتج الوفاق والاتلاف 

وبنت المعاقل مستشفيات لمكافحة الأمراض وأعانت البؤساء فخفت العاهات والأعراض وشيدت على اطلال السجون دورا للعلم فرأينا كتائب الجهل فدبره لا تلوى على شيء 

وبهذه اليامة العالية نتج هذا التعاون بين الناس الذي جنى المغرب السعيد من ورائه هذه الحركة المباركة التي اهتز لها تاريخ المونية فبأي صروف يكتب ذلك في تاريخ فرنسا المعظمة وأي مجد أعلا من هذا فحيا الله الاصلاح وحيا رجاله

ونغتهم هذه الفرصة لنجدد لحضرتكم ياسعادة المراقب الاكبر مزيد شكرنا لجنابكم على حسن التفاتكم لسكان هذه المدينة السعيدة وكذلك لجناب المصلح الشهير رئيس الادراة البليدة الميسو زابوا فلقد كان جنابه بهذه البلدة مثال الحكمة والاحترار

وأننا نرجوا من سعادة المراقب الاكبر أن يتفضل برفع تهانيتنا جميعا لصاحب السعادة مثل الدولة الفخيمة المقيم العام الوزير مسيو سطي تنية فجزوجة لما له في قلوب جميع سكان هذا القطر السعيد من الاحترام والممنونية على ما سريه دائما من النوايا الحسنة وما يتجدد على يده من المزايا المستحسنة وكذلك لكل رجال الحكومة 

ولسان الخضوع نرفع دعاءنا لجلالة مولانا الإمام أصلح الله بطلعته البهية أمر الخاص والعام

                   يوم الثلاثة فاتح شهور 1929