المخطوطات العربية في المغرب
احتضنت مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود يوم 30 ماي 2023 يوما دراسيا في موضوع: "المخطوطات العربية في المغرب"، شارك فيه 35 طالبًا باحثًا في مجالات التاريخ والدراسات اللغوية والعلوم الإسلامية، ينتمون لجامعات مغربية وفرنسية وإسبانية. وذلك في إطار دورة تدريبية تشرف عليها أكاديمية المملكة المغربية بشراكة مع مركز جاك بيرك بالرباط.
يدخل هذا النشاط ضمن مشروع البحث "كتابة التاريخ المغاربي في العصور الحديثة والمعاصرة" الذي يشرف عليه كل من بنجمان كيشار وأنطوان بيريي من المركز الوطني للبحث العلمي بفرنسا.
افتتِح اليوم الدراسي بلقاء الطلبة والأساتذة الضيوف مع نائب مدير المؤسسة، الدكتور محمد الصغير جنجار، الذي استعرض مراحل تكوين الرصيد الوثائقي المخطوط للمكتبة، مبرزًا خصائصه التاريخية والفيلولوجية والمعرفية، ومبيِّناَ الخطوط العريضة للمشروع الرقمي الذي انخرطت فيه المؤسسة.
ثم قام المشاركون بزيارة أروقة المكتبة وقاعات القراءة، واطّلعوا بهذه المناسبة على معرض "الخط المغربي" الذي يضُم نماذج لمخطوطات محفوظة بالمؤسسة، إضافة إلى معرض موضوعاتي لدراسات مختارة في موضوع "الإنسانيات الرقمية"، يُعرِّف بهذا الاتجاه البحثي الجديد الذي يتقاطع مع أهداف الدورة التدريبية الرامية إلى "حوسبة" المخطوط المغربي والتعرف عليه معلوماتيا.
وخُصّصَت الفترة المسائية لعرض أبحاث تُعنى بالأبعاد الجمالية للمخطوط المغربي، حيث قدّم الباحث الإيطالي بالمعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية (باريس) فرنسيسكو شيابوتي، مداخلة بعنوان: "مجموع القندوسي (المتوفى سنة 1861): بين التجربة الصوفية والصياغة المذهبية والتعبير الخطي"، تناول فيها الأسلوبَ الإبداعي الأصيل في تأليف المخطوطات وكتابة نصوصها بخط متميز ينهل من روح التجربة الصوفية التي خاضها محمد بن أبي القاسم القندوسي في علاقته بالجناب النبوي الشريف. في حين ألقى الباحث امبارك بوعصب، أستاذ بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالقنيطرة، محاضرة في موضوع: "الأبعاد الجمالية والوظيفية في الخط الفاسي (المجوهر) من خلال الوثائق والمخطوطات المغربية"، ركّز فيها على الخط الذي كُتبت به أغلب المخطوطات في الغرب الإسلامي بصفة عامة وفي المغرب على وجه التحديد.
