يوم دراسي : مغارب الكتاب

منذ نشأة الطباعة العربية الحديثة في أواسط القرن التاسع وحتى أواسط الثمانينات من القرن الماضي، ظلت بلدان المنطقة المغاربية مجرد سوق مستورد للكتاب العربي، الذي كان يطبع في مركز الحركة الثقافية الحديثة وقطب النشر العربي الحديث (مصر والشام). ولم تكن المنطقة المغاربية تسهم في النشر العربي سوى بأعداد محدودة من الكتب والمجلات التي كان وما يزال يعسر توزيعها في السوق المشرقية.
خلال الأربعين سنة الأخيرة، شهدت المجتمعات المغاربية تحولات تعليمية وثقافية عميقة كان لها كبير الأثر في نشأة وتطوير قطاع نشر حديث. كما أصبحت للنخب المغاربية إسهامات مهمة سواء في مجالات الإبداع الأدبي العربي أو الإنتاج الفكري في مختلف حقول العلوم الإنسانية والاجتماعية.
مواكبةً لكل هذه التحولات الفكرية والمهنية التي أذكت ديناميات البحث العلمي والحركة الفكرية ورفعت وتيرة اشتغال قطاع النشر بصفة خاصة، تعمل المكتبات على تطوير إعلام بيبليوغرافي وعرض ثقافي حديث يساير تلك التطورات. يتجلى ذلك في مشاريع إعلامية تأخذ شكل منصات وأرصدة رقمية، وفهارس دقيقة وقواعد بيانات غنية بالمعلومات المختلفة.
يسعى اليوم الدراسي الذي تنظمه مكتبة المؤسسة في الدار البيضاء، بشراكة مع المكتبة الوطنية التونسية، للتعريف ببعض من تلك المشاريع والجهود المبذولة والمنجزة، الهادفة لخدمة البحث العلمي والمحيط الثقافي بصفة عامة وفق رؤية مغاربية.